الأربعاء، 18 مايو 2011

معطف من قيود -15 -[ب[

معطف من قيود
الجزء 15 [ب[

مصر ...ماأحلى الرجوع اليكِ

كانت الأمور تسير على ما يرام ..فقد  استطاعت أن تبدأ من جديد..
وتحاول أن تجمع شتات امرها
فما دامت الوحدةأصبحت قرينها ..فلتأخذ من الوحدة انيساً..لتروضها..

لتجعل أيامها مليئة بالأحداث

لتجعل من انتظارها لأولادها كل أسبوع هدفاً من أهداف سعادتها ..

تسعد بهم ومعهم ..

وكان في داخلها حزنٌ يساورها من حينٍ لآخر ..

لا ..لم تكن ابداً من هؤلاء الذين يحملون هم الغد ..

فالغد بيد الله سبحانه وتعالى..

يسيره كيفما شاء ..

ولكن كان هذا الحزن يطاردها حين تتذكر أختها الكبرى..

التي كانت بالنسبة لها أمها أيضاً

فلم يكن جرس الهاتف يكف عن الرنين في منزلها أو منزل أختها ..

كل أخبارها هناك ..وكل أخبار أختها هنا ..

كانت أيام ...تذكرتها ..ثم أطلقت آهة من حنينٍ وأنينٍ مكتوم ...

أين أختها الآن ؟؟..ومن كان يتخيل في يومٍ من الأيام

أن تقيم أختها هذه في أميركا؟؟؟

نعم أميركا ..

بدأت القصة عندماسافر إبن أختها -المهندس-

للعمل في أميركا
وكان وقتها قد تزوج فاصطحب زوجته معه ..

وظل الأب والأم هنا بمفردهما ..

فابنتهما هي الأخرى تقيم مع زوجها في إحدي دول الخليج ..

ومرت بهما السنين ..هما يكبران ..وأولادهما كلٍ في طريق ..

كانت لديهما القدرة ...في وقتٍ من الأوقات ..

على أن يجمعا شمل العائلة كلها

في بيتهما الريفي الجميل في النوبارية ..

حيث كان الجميع تتملكه حالة من النشوة والبهجة

التي تجدد نشاطهم وحيويتهم

حتى اللقاء المرتقب التالي ..

وكان الجميع من الشباب والشابات في العائلة

ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر

فقد كانت خالتهم وعمتهم لاتنساهم

من أصناف الطعام والحلوى التي يحبونها

والتي كانت تصنعها خصيصاٍ لهم

وتقدمها إليهم في شيءٍ من الدلال المحبب..كلٌ

باسمه الحركي الذي كانت تبدع في اختياره

للتدليل والتمليح..

أما حفلات الشواء التي كانت تجمع الكل حولها ..

فحدّث ولا حرج..

فهاهي ّضحكاتهم تملأ أرجاء المكان ..

وهاهيّ عمليات خطف قطع اللحم المشوي قد بدأت ..

ولا تنسى أختها في نهاية اليوم ..وقبل الغروب بقليل ..

أن تعلن عن مسابقتها للجري ..

تلك المسابقة التي كانت تختص بها

سيدات العائلة وهي معهم بالطبع

ويالها من مسابقة ..فكلهنّ بحكم السن..

لا يستطعن المشي بسهولة ..

فكيف لهن أن يجرين ؟؟؟

ومرت الأيام ..وأصبح زوج أختها في حالة صحية

لا تسمح له بالسفر مسافات طويلة..

وحرمنا من النوبارية ..وأشياء أخرى كثيرة ...

وتناوبت عليه نوبات القلب ..وإبنه بعيدٌ..بعيد..

والوحيد الذي يرعاهم ..هو سائقهم الخاص ..

الذي أثمرت فيه العشرة ..فكان أحياناً كثيرة

ينام في السيارة أسفل المنزل حتى يكون تحت

امرهم في أي وقت ..

ولكن......هم في حاجة إلى من يرعاهم رعاية كاملة ..

فحتى الأخت بمفردها غير قادرة على رعاية الزوج ..

وكان القرار .......

اصطحبهم الإبن معه إلى أميركا..

كان ذلك منذ سنوات ..

واكتفت الأخت الصغرى بمكالمة كل أسبوع من أختها ..

فقد كان الأمر يستدعي أن يمكثاهناك فترة من الوقت

دون النزول للقاهرة

حتى يتمكنا من الحصول على الكارت الأخضر ..

ثم الجنسية بعد ذلك

وهذا ماكان إبنهما يسعى إليه

لكي يكفل لهما حق المواطنة..

وبالتالي يضمن لهما العلاج المجاني ..

فقد كان علاجهما على نفقته يكلفه الكثير ..الكثير

وفي إحدى المكالمات التي كانت تنتظرها

من إسبوعٍ لإسبوع..

لم يأتها صوت أختها ..بل جاءها صوت إبن أختها

ليسّرُ إليها بخبرٍ لم تتوقعه ...!!!

والدته تعاني من ورمٍ خبيثٍ بالرئة ...

ياإلهي ...بالرئة ؟؟؟

وهم البيت الذي كان يضرب به المثل في عدم وجود

أي شخص مدخن فيه ؟؟

بل هو البيت الذي لم تدخله أي نوع من السمن

منذ سنين ..وكل الأكل صحي..و..و..

ولكنها إرادة الله ..ولا راد لقضاءه..

وكان القرار السريع ...لابد من السفر لرؤية أختها ...

خاصة ان الطبيب المعالج

-وكعادة الأطباء هناك في مكاشفة المرضى وذويهم -

قد أخبرهم أن المرض في مرحلة متأخرة ..

وأنّ أمامها ..حسب تقديرات الأطباء ..

شهرين أو ثلاثة اشهر ..والأعمار أولاً واخيراً

بيد الله سبحانه وتعالى

وسافرت ...ياإلهي ...!!!

هل هذه أميركا التي يحكون عنها؟؟..

وهل كانت تظن أن تزورها في يومٍ من الأيام؟؟

هي لم تزر في حياتها سوى السعودية ..

هيّ وزوجها -رحمه الله -

للعمل ..ولآداء فريضة الحج ..

أتظنونها بهرت ؟؟؟؟...!!

في الأيام الأولى ربما بهرت بالخضرة والبحيرات

الصناعية ..ومنازل كلها على طرازٍ واحد

ولكنها ما أن لبثت ايام حتى أصابها الملل..

فهي من ناحية قلقة جداً على اختها ..

وصعبٌ أن تبث الأمل في نفس إنسان يعلم مسبقاً ماينتظره ...

وعلى قول الأطباء ...لم يتبق لأختها سوى أيام ..

حتى أن صديقة اختها أسّرّت لهاأنهم كانوا يدعون الله أن

تلحقها قبل أن توافيها المنية..

وأكدت لها أنها قد تحسنت  بعد أن رأتها

ومضت الأيام بطيئة

وكانت من حين ٍ لآخرتفكر في هذه الحياة ..

الخالية من الدفء..

فلا تجمّع على غذاء أو عشاء

والشوارع خالية إلا من سيارة عابرة من حينً لآخر


نعم هناك خضرة وماء ...ولكن اين البشر؟؟؟

والبيوت كلها من الخشب

الذي قد يصاب بالعطن إن مسّه الماء

والمصريون هنا وغيرهم من الجنسيات الأخرى

ممن  يحملون الجنسية الأمريكية


يعاملون معاملة مواطن درجة ثانية

فهم دائماً في حالة من الترقب والتأهب لأي

تغيير يحدث..
أو إستغناء عنهم لسبب أو لآخر ..

مكالماتهم الخارجية مراقبة

وحساباتهم في البنوك مراقبة ..وتحويلاتهم مراقبة ..

و..و...فأين الأمان إذن؟؟؟

وتمر الأيام ..ويقترب موعد سفرها ..

وتأبى أن تمد فترة بقاءها ..

فهي لا تستطيع أن يكون انتظارها..

لشيء ما قادمٌ لا محالة ..

ويكفي انها قد رأت أختها في هذه الظروف ..

وهذه الأوضاع التي

ستتذكرها فيها دائماً وما بقي  لها من حياة

وكانت صديقة أختها ترافقها في الأيام الأخيرة

لتشتري

بعض الهدايا لأولادها واحفادها ..

وكان الجو قد بدأ بلا مقدمات في البرودة ..

والثلج..

نعم الثلج بما تعنيه الكلمة ..

وكانت تضطر إلى وضع المعطف ذو الكاب ...

الذي اعطته إياها

صديقة أختها وهو من (الووتربروف)وذلك تفادياً

لتلك الأمطار المحملة بالثلوج ..

وجاء موعد السفر ...ورافقها إبن أختها للمطار ..

وأقسمت عليها صديقة أختها أن تأخذ هذا المعطف ..

وارضاءً لها ارتدته فوق ملابسها ...

وغادرت بالسيارة مع إبن أختها..

وبمجرد أن تحركت السيارة ...

خلعت ذلك المعطف ..

فهي أبداً لاتريد لأي شيء يذكرها بهذه الرحلة ..

وهي أبداً لاتحتاج لهذا المعطف بعد الآن ...

فليس الجو هو الجو ...وهي عائدة إلى مصر ...

نعم مصر ..

حيث الدفء ..والشمس ...و.....أحضان العيون

تمتّ

الأربعاء، 11 مايو 2011

ترويقة

لكل من يهفو معي لجوابات حراجي القط
العامل في السد العالي
إلى زوجته فاطنة أحمد عبد الغفار
في جبلاية الفار
(1)


الجوهرة المصونة ..والدرة المكنونة

زوجتنا فاطنة أحمد عبد الغفار
يوصل ويسلم ليها
في منزلنا الكاين
في جبلاية الفار

أما بعد...

إذا كنت هاودت كسوفي على التأخير...

واللهيماكنت حا خط بيدي حرف ..

سامحيني يا فاطنة ف طولة الغيبة عليكم

وانا خجلان..خجلان..

واقولك يازوجتنا ..انا خجلان منكم..

من هنا للصبح

شهرين دلوقت..

من يوم ما عنيكي يا فاطنة ..

بلت شباك القطر..

لسوعتيّ بدمعك ضهريديّ..

لحضتهاقلت لك :

"قبل ماعوصل عتلاقي جوابي جي "

نهنهتي ..وقلتي لي بعتاب :

"النبي عارفاك كداب..

نساّي..وعتنسى أول ما عتنزل أسوان.."

ما عرفت ساعتها يامرتي أضحك والاّ ابكي..

ماعرفت ساعتها إذا كنت باعوز القطر يقف والاّ يوليّ..

حسيت بعنيكي الحيرانةيا فاطنة بتقوللي..

وتسكت..

وتقوللي..

حسيت -واليد بتخطفها يد الجدعان -

بالقلب في جوفي ما عارف ان كان بردان ..دفيان ..

والبت عزيزة ..والواد عيد ..قناديل في الجوف..زي ما بتضوي ..بتقيد..

................والقطر اتحرك.....

وقليبي بيتنقل من يد ...لإيد

والقطر بيصرخ ويدَوْدِوْ

اتدلدلت بوسطي من الشباك ...


(خدي بالك م الوِلْد..

راعي عزيزة..وعيد)

والقطر صرخ ورمح لكإنه داس على بصة نار ...

ولقطت ْ الحس قريب..قد ما كنتي بعيد:

(قلبي معاك يا حراجي هناك في أسوان..)

...................................

ورميت نفسي..وسط الجدعان..

وبكيت ..

وبلدنا اللي كنا بنمشيها في نص نهار ..

كان القطرف لحضة ..فاتها بمشوار ..

سامحيني يا فاطنة على التأخير..

ولو الورقة يابت الخال تكفيّ..

لأعبي لك بحر النيل والله بكفي ّ..

كلام..

وختاماًًليس ختام ..

بابعت لك

ليكي ولناس الجبلايةولبتي عزيزةوالواد عيد

ألف سلام
زوجك
لوسطى حراجي









ملحوظة:

إكتبي على المظروف..

أسوان..

زوجي الغالي..

لوسطى حراجي القط ..

العامل في السد العالي ..

الأحد، 8 مايو 2011

تنويه

تنويه

احبائي الأفاضل ....استميحكم عذرا...فلقد نسيت ونشرت قصة معطف من قيود - الجزء

15 على صفحات مدونة  ...(اتمشى بين ضلوعي ) ....ياللا بينا على هناك مع خالص تحيات وشكري

 كلام خاص للأختين لولا وزهرة


عشان خاطر عينيكم حاكتب القصيدة تاني هنا بالخط الكبير والتشكيل

وعلى فكرة هذه القصيدة للشاعر الكبير كمال عمار وانا كاتبة كده عند الأستاذ ابراهيم رزق حتى بالأمارة كلمة كمال ناقصة ل خطأ مطبعي

وبرضه حابقى اكتبلكم قريب جداًأغنية من تأليفي عشان اسمعها هي كمان بصوتك الجميل وشكراً


القمر كان صديقي

يوما ًما ...كان القمرُ صديقي
كنت ُ اقولُ ...فيفهمْ

اتلوىَ...يتألمْ

يبكي من أجلي في ساعةِ ضيقي

000

لكني حين خرجتُ على الناسِ بثوبي الأزرقْ


ضحكوا مني ....فاستبدلتُ الثوبْ


ياويلي...كنتُ أسيرُ على الماءِفلا اغرقْ..


عيني كانت تبصرُ خلفَ الباب ْ المغلقْ


000

قلبي أصبح قرداً ..دبّ إليهِ الشيبْ

أُلقيَ ظليِ في عرضِ طريقي....


يوماً ما كان القمرُ...صديقي

000

لكني ضيعت ُ البيرقْ...


ورآني فابتلتْ عيناهُ ...وأطرق..


ورجعتُ وحيداً أبحثُ في إبريقي...

عن قطرة ضوءٍ...

لكني كالباحثُ كنتُ عن الضحكة في مأتم ....


كالباحثُ عن لا شيءْ

يوماً ما كان القمر..صديقي..

000

لكن لو يحدث ْ... وتلاقينا صدفةْ

يغضي كلٌ منّا طَرَفَهْ



عني........

يأكلُني ..الحزنُ المبهمْ
..



أما عنهُ


فلا أعلمْ


من ساعتها ........ماعادَ صديقي

00000
انتهى

ملحوظة
1-البيرق:الراية أو ما يدل على الطريق

2-يغضي كل مناّ طرفه:خجلاً أو من نسيان الوجوه

3-الحزن المبهم :الحزن غير المعروف  سببه


تحياتي


الخميس، 5 مايو 2011

وتاني ..تاني ..تاني
انا اهو رجعت عشان نشارك بعض حكاياتنا ..في انتظار تواصلكوا عشان نبتدي نحط اطار للمدونة ..انا عايزة المدونة دي تتملي رومانسيات والنبي عشان خاطري انا مش عايزة غير قلوب مليانة حب للناس وللوطن ..وللدنيا كلها
اتمشى بين ضلوعي واتحمى من دموعي واشبع من قلب جوعي
تصاحبني في الوطن

الاثنين، 13 ديسمبر 2010


لماذا؟(القلب الأخضراني)

وقفت كثيراً عند كلمة القلب الأخضراني..وأسألكم جميعاًعما تحسون به من مشاعر عندما تنطق هذه الكلمة؟انا شخصياًاحس اني في اعلى درجة من التفاؤل..ولعلني استطيع معكم وبكم أن نصل بأنفسنا إلى اعلى درجات هذا التفاؤل.. بمعنى اصح هذه المدونة لن تسمح بمرور أي دمعة حزن من خلالها.. وزي مابيقولوا ولاد البلد:اللي عنده كلمة حلوة يقولها- اللي عندهفكرة حلوة للبلد يقولها.. احنا كلنا قاعدين نتكلم عن العيشة ..مالها العيشة؟اصبروا عليا.. هي العيشة دي مش أنا وانت وهو وهي اللي مشاركين فيها..ليه مانخليهاش حلوة؟ أو على الأقل معقولة؟إزاي؟ هو ده السؤال اللي المدونة دي قايمة على اجابته.. وعشان كده حانبتدي من النهارده..بعد طبعاًالحاضر مايعلم الغايب أن السيدة زينب ..شيء لله ياأم هاشم فتحت هذه المدونة الطازجة جداًفي كل حاجة..باقول حانبتدي من النهاردهكل واحد كده يحدد ازاي نخلي الحياة محتملة واحتمال في التفكيرات الجايه نخليها سعيدة.. قبل مانسى صحيح المدونة دي بتاعتكوا يعني تحافظولي عليها من أي  كلام لايضيف لنا نور جديد يملاحياتنا كلنا بهجة وخير وسلام..
فصل الخطاب

ياللي انت بيتك قش مفروش بريش
يطلع عليه الريح يصبح مفيش
عجبي عليك حواليك مخالب كبار
وازاي بمنقارك وقادر تعيش..عجبي!!
القلب الأخضراني
منذ زمن وانا أعيش الحلم وارسمه في خيالي ويكبر امام عيني رويداً رويداًوكان يزداد اصراري عليه كلما وجدت في عيون الآخرين التساؤل الدائم:انتي يعني حاتعملي بيه إيه؟ وكنت احس بمدى عجزي كلما حاولت أن أشارك برأيي في إحدى المدونات وأفاجأ بها في وجهي لأن ليس لي حساب .. واليوم دقت ساعة الإرادة ووجدت نفسي في حالة من التحفز لم احس بها من قبل :نعم سأحاول بمفردي وسأنجح ..ألم انجح الأسبوع الماضي في فتح حسابي على الفيسبوك؟أليس عندي القدرة على فتح مدونة لي؟ألم يحن الوقت بعدلكي أقول كل ما اتمنى قوله منذ زمن وإلى متى سيظل صوتي حبيس صدري؟وقررت وحاولت ونجحت والحمد لله أن أخرج لكم بهذه الصورة..حتماًستحتاج إلى تغيير ولكن يكفيني شرف المحاولة ويكفيني الوصول اليكم .. وأنا على ثقةأن تشجيعكم لي سوف يدفعني دوماً إلى الأمام.